لماذا صارت دروس التعبير لا تستثمر دوافع الطالب إلى الكلام أو الكتابة ؟ ولماذا صارت حصة التعبير هي أكثر الحصص إهمالاً وأقلها نشاطاً وتفكيراً ؟ لماذا فقدت حصة التعبير قيمتها ؟ ولماذا حولها بعض المعلمين إلى وقت مخصص لحل الواجبات ؟!! ولماذا يعجز الطالب بعد تخرجه من المرحلة المتوسطة ، بل الثانوية ، بل الجامعة ، عن كتابة خطاب إلى جهة إدارية ، أو رسالة إلى قريب ، أو كتابة محضر اجتماع ؟ ولماذا يتصبب عرقاً عندما نطلب منه إلقاء كلمة ، أو كتابة تقرير ؟
إن إجابات هذه الأسئلة كلها تكمن في أخطائنا فى تدريس التعبير والتي منها :
1- عدم الإعداد لدروس التعبير ، والارتجالية المذمومة والتي ساهمت في قتل الإبداع في حصة التعبير .
2- سوء اختيار الموضوعات من قبل بعض المعلمين حيث لا يزال كثير من المعلمين متشبثاً بالموضوعات التقليدية والتي لا تخفى على الجميع والتي قتلت كثير من الطلاب بدافع يحفزه ولهدف يريد تحقيقه .
3- أن يكتب الطالب إرضاء للمعلم وانقيادا له دون تأثر أو انفعال والصواب هو أن يكتب الطالب بدافع يحفزه ولهدف يريد تحقيقة .
4- مطالبة الطلاب أن يكتبوا لمجرد الكتابة أو لشغلهم بالكتابة
5-فرض الموضوعات على الطلاب وإلزامهم بها وعدم ترك الحرية في الحديث والكتابة عن ما يريدونه وكذلك إلزامهم بعناصر الموضوع وتقييدهم بها وهذه من الأسباب التي جعلت الطلاب يكرهون التعبير !!
6-أن يتحدث المعلم باللهجة العامية ومعروف أن تعلم اللغة يعتمد في كثير من جوانبه على السماع والتقليد والمعلم هو خير قدوة لطلابه وعندما يتحدث المعلم باللغة الفصحى السلسلة فإن طلابه يتخلصون ولو مؤقتاً من اللهجة العامية التي يسمعونها في البيت والشارع !!
7-عدم ربط التعبير بألوان الأنشطة اللغوية التي تمارس خارج الفصل مثل الإذاعة ، المسرح ، مسابقات الإلقاء ، الصحافة المدرسية ، كتابة الإعلانات
8-عدم الاهتمام بالتعبير الشفوي والتدريب الكافي عليه فالاهتمام بالإلقاء داخل الصف يكاد معدوماً وهو أيضاً لا زال يمارس بأسلوب تقليدي لا إبداع فيه .
9-أن يستأثر المعلم في درس التعبير الشفوي بالكلام وحده والطلاب سلبيون غير متفاعلين مجرد أوعية فقط وينسى المعلم أن الهدف من حصة التعبير هو تدريب الطلاب أنفسهم لا أن يستأثر هو بالحديث ويكون كالخطيب أمامهم !!
10-أحجام كثير من الطلاب عن المشاركة في درس التعبير الشفوي لتهيبهم هذا الموقف وغلبة الخجل عليهم بسبب عدم علاج المعلم لهؤلاء الطلاب فيجب عليه أن يشجع هؤلاء الطلاب ويأخذهم باللين والصبر
11-عدم استخدام المعلم لطريقة الأسئلة المشوقة في دروس التعبير الشفوي ولا سيما أذا كان الطلاب يعجزون عن تناول الموضوع ارتجالاً لأن الأسئلة تساعد الطلاب على فتح أبواب الكلام لهم
12-مقاطعة الطالب في أثناء تعبيره الشفوي لأن المقاطعة تجعل الطالب يفقد الثقة بنفسه .
13-عدم اهتمام المعلم بتوليد الدوافع وتهيئة المجال والحوافز للتعبير فعلى المعلم أن ينهمر جميع الفرص التي تساعد على إثارة شغف الطلاب للتعبير وعليه أن يبذل جهده لجعل موضوعات التعبير مرتبطة بحياتهم حتى يكتب ويتحدث كل طالب بدافع وكأنه يقصد التأثير على مخاطب معين
14-عدم استغلال الفرص الطبيعية الممكنة لتدريب الطلاب على التعبير ومن الفرص الطبيعية كتابة رسالة إلى زميل ، زيارة مرفق حكومي ، رحلة واستغلال المسابقات التي تقام في المدرسة أو خارجها ، ومن الفرص الطبيعية للتدريب على التعبير الشفوي التعليق على الحوادث الجارية .
15-قيام المعلم بتلقين طلابه بعض المفردات والتراكيب لاستخدامها في كل موضوع يقولونه أو يكتبونه
16-عدم ربط التعبير بفروع اللغة العربية ولا سيما النصوص والمطالعة فالملاحظة أن الروابط بين مطالعة الطلاب ومحفوظاتهم من ناحية وتعبيرهم من ناحية أخري روابط مفككة لا قيمة لها
17-عدم تشجيع المعلم لطلابه على القراءة الحرة ووضع الحوافز للقراءة ومن المعروف أن التعبير لا يجود إلا بكثرة القراءة فهي تطوع الأساليب وتنمي الثروة الفكرية واللغوية وأيضا يجب على المعلم أن يعود طلابه على ارتياد المكتبات ويشوقهم إلى ذلك بكافة الأساليب
18-عدم تدريب الطالب و إعانته على فهم أدب الإصغاء والاستماع وأدب الحديث وأدب المناقشة وأدب النقد
19-عدم الاهتمام بالتعبير الوظيفي وانعدام كلياً عند كثير من المعلمين فلا تدريب على المحادثة والمناقشة ولا تدريب على كتابة خطابات الطلب ومحاضر الجلسات ولا تدريب على كتابة بطاقات الدعوة والاعتذار وملء الاستمارات ولا تدريب على كتابة الرسائل والبرقيات
20-عدم تخصيص حصص معينة لتنبيه الطلاب وتبصيرهم بمواطن الخلل والضعف في كتاباتهم
21-عدم تدريب الطلاب على الكتابة وفق معايير واضحة ومن أهمها :
سلامة التحــرير العربي سلامة الأسلوب نحويا وصرفيا
سلامة الحقائق المعروضة والأفكار جمــــال المعانــــي
22-عدم تبصير الطلاب بضرورة الاهتمام بالإخراج من حيث علامات الترقيم حيث أن هذه العلامات عوض عن الموقف اللغوي المنطوق الحي وكذلك عدم تبصير الطلاب بأهمية الخط الجميل ونظافة الكراسات .
23-عدم اكتشاف الطلاب أصحاب المواهب وتنميتها فهناك طلاب لديهم الموهبة الشعرية وطلاب لديهم الموهبة القصصية وطلاب لديهم موهبة الإلقاء فهؤلاء يحتاجون إلى تشجيعهم وتوجيههم لتنمية مواهبهم .
24-عدم تدريب الطلاب على المهارات التعبيرية المهمة مثل : مهارة المقدمة الجذابة ، مهارة سلامة العرض ، مهارة استخدام نظارات الفقرات ، ومهارة كيفية إنهاء الموضوع
25-عدم تدريب الطلاب على تلخيص الكتيبات النافعة والمقالات الهادفة وتشجيع الطلاب على جمع ما يعجبهم من أبيات شعرية وحكم وأمثال في كراسة خاصة تبقي معهم عمراً طويلاً وحبذا لو أقام المعلم مسابقة لأفضل مختارات طلابية تكون في نهاية الفصل .
26-أخطاء في التقويم ومنها :
أ) النظرة الجزئية والاهتمام بجانب واحد وإهمال آخر وعدم الأخذ بالنظرة الشمولية المتكاملة .
ب) أن يلجأ المعلم إلى كثرة الشطب والتصويب لأن ذلك يؤدي إلى ضعف ثقة الطالب بنفسه وكره المادة .
ت) أن اختبارات التعبير الشهرية والنهائية لا تقيس إلا مجال واحد وهو مجال التعبير الإبداعي القائم على فرض الموضوعات التقليدية الضيقة التي تمثل تفكير المعلم ورغبته !!
ث) استخدام التعبيرات الجارحة من قبل المعلم وهذه التعبيرات أثارها لا تخفى على أحد
ج) الاكتفاء بكتابة الدرجة بعد تصحيحها وعدم التعليق على الموضوع فالطالب ينبغي أن يعرف حكم معلمه على موضوعه وأن يعرف جوانب ضعفه وقوته فيعالج المعلم الموضوع الركيك بالتعليق المناسب الذي لا يؤثر على نفسية الطالب ويشجع صاحب الموضوع الجميل ويبين أسباب جماله .
ح) تحديد ما يكتبه الطالب بأسطر لا ينقص عنها ولا يزيد !!
هل الان نستطيع تصويب اخطائنا فى تدريس التعبير اللغوى ؟ هل نستطيع أن نقوم أنفسنا لما فيه خير طلابنا ومدارسنا ووطننا وديننا ؟
اللهم اجعل علمنا لنا لا علينا ...... آمين