تعليم الرياضيات

يعد تعليم الرياضيات القائم على تحقيق الفهم، والتفكير، وحل المشكلات من المهام الصعبة. فليس من السهل مساعدة جميع المتعلمين على تعلمها، أو مساعدة جميع المعلمين لكي يصبحوا ماهرين ومنتجين في تعليمها.ولكن هذه الصعوبة تقل أو تتلاشى عندما يمتلك المعلم معرفة علمية ثرية في مجال تخصصه،ومعرفة تربوية واسعة وحديثة عن التعليم الفعال للرياضيات، وإلمام بالمحتوى الرياضي الخاص بالمرحلة والصفوف التي يدرسها. فالمحتوى هو الوسط المناسب لتفاعل طرفي عملية تعلم الرياضيات وتعلمها وهما المعلم والمتعلم. ويأخذ هذا التفاعل أفضل صوره عندما تتكامل فيه أدوار هذين الطرفين. أما دور المعلم فيتمثل في توفير وتنظيم الخبرات التعليمية بكافة أشكالها، وتقديمها من خلال استراتيجيات وتقنيات تلاءم طلبته، وإذا أحسن المعلم استخدامها وتوظيفها في المكان والزمان المناسبين،فإنه يمنح هذا التفاعل الطاقة التي تزيده قوة واستمرارية. وأما دور المتعلم فيتمثل في مشاركته في الأنشطة والفعاليات الصفية، والانخراط الإيجابي في المهمات المطلوبة منه داخل غرفة الصف وخارجها، واستثمار المصادر المختلفة التي تمكنه من تحقيق التعلم الذاتي، والوصول إلى المعلومة بنفسه، وتوظيفها، والبناء عليها.




وبما أن المعلم هو قائد العملية التعليمية التعلمية فإن المبادئ التي يقوم عليها التعليم الفعال المنتج لا بد أن تتعلق بقدراته، وإمكاناته، وكفاياته، وبالقرارات التي يتخذها بشأن طلبته. ويمكننا إيجاز هذه المبادئ (كما وردت في وثيقة منهج الرياضيات للتعليم العام في دولة الإمارات العربية المتحدة) بما يلي:



توفر الفهم العميق للرياضيات التي يدرسها،ومهارة في نقل المعرفة المتضمنة فيها بطرق جاذبة، ومشوقة، ومثيرة للتفكير.
معرفة واسعة بخصائص طلبته من حيث قدراتهم واستعداداتهم وحاجاتهم وإمكاناتهم.
الإلمام التام بأهداف المنهج، والأفكار الأساسية الخاصة بالمرحلة والصفوف التي يدرسها. ونقاط القوة، ونقاط الضعف،في كل منها.
المهارة والدقة في التخطيط وانتقاء الخبرات المناسبة لموضوع الدرس، وقدرات طلبته وإمكاناتهم، وتقويم أدائهم.
توفير الترابط اللازم بين تعلم طلبته السابق وما سيتعلمونه،مما يجعل التعلم الجديد امتداداً للتعلم السابق،فيصبح التعلم ذا معنى بالنسبة لهم.
توفير مواقف وأنشطة متنوعة تتيح للطلبة فرص الإبداع والابتكار والإثراء، من خلال بيئة تعليمية قائمة على التفاعل، والنشاط،والتفكير، وتبادل الأفكار، والتعزيز، والتشجيع الذي يدعم المواقف والاتجاهات الإيجابية.
توفير مداخل جاذبة للمواقف التعليمية، ومهمات تثير حب الاستطلاع لدى طلبته، ومواقف ونشاطات تعمل على ربط الرياضيات بالمجالات الحياتية المختلفة لإبراز فائدة التعلم المراد تحقيقه وقيمته.
مراعاة مبدأ التدرج في التعليم، من المحسوس إلى المجرد، ومن البسيط إلى المركب.
تأكيد انتقال التعلم، إذ إن أي موضوع في الرياضيات يحتوي على مفاهيم ومهارات ومعالجات وأنماط تفكير يمكن تطبيقها في موضوعات أخرى داخل الرياضيات وخارجها.
توفير مواقف استدلالية تتيح للطلبة فرص التوصل إلى التعميمات بأنفسهم، وهذا يتطلب تتابع من المثيرات، وتوفير تفاعل صفي متشعب الاتجاهات يقوم فيه المعلم بالإشراف والتوجيه للوصول إلى التعميم المستهدف.
مراعاة تنوع المسائل الرياضية، وأن تتناول هذه المسائل مواقف حقيقية فيها تحدٍ لتفكير الطلبة، وتراعي الفروق الفردية بينهم.
توظيف تقنيات التعليم باختلاف صيغها وأشكالها وأدواتها، وتنويع الأساليب والاستراتيجيات حسب الموقف التعليمي، واحتياجات الطلبة، ومستوى نضجهم، بالصورة التي تحقق تعليماً منظماً وفعالاً.
تنظيم التقويم بمراحله المختلفة (قبلي، بنائي، ختامي) كجزء من عملية التعليم وليس منفصلاً عنها. واستخدام التقويم في الحصول على تغذية راجعة تسهم في تحسين التعليم وتطويره.



ومن المعلوم أن الهدف الأساسي للتعليم هو إحداث تعلم مرغوب فيه لدى الطلبة. وأن المناهج الحديثة للرياضيات تسعى إلى تعلم ذي معنى وقيمة،ويكون تعلماً سهل الاستدعاء، وقابل للتطبيق والبناء عليه،ودائم لأطول فترة ممكنة. مثل هذا التعلم يقوم على مبادئ أساسية من أبرزها:



الفهم المفاهيمي للرياضيات الذي يساعد على تحقيق التمكن في تعلم الرياضيات،ويتيح تطبيق هذا التعلم وانتقاله إلى مواقف أخرى ذات علاقة.
ربط التعلم الجديد بالتعلم السابق ربطاً ذا معنى. وهذا يساعد على إعادة تنظيم البنية المعرفية بصورة دائمة.
التفكير، والتعليل، وحل المشكلات، والنمذجة التي تحقق للمتعلم المشاركة الإيجابية في النشاطات الحياتية المختلفة، وأن لا يوجه التعلم إلى عمليات وإجراءات أصبح إجراؤها سهلاً باستخدام الآلات الحاسبة والتقنيات الأخرى.
النظر إلى المهمات والإستقصاءات الرياضية الصعبة بأنها ضمن قدرات المتعلم، وأنه قادر على تحديها.
يلبي التعلم حاجة لدى المتعلم، ويحقق له المتعة، ويثير فيه حب الاستطلاع والرغبة في التفاعل والمشاركة والعمل المنتج