قلب وراح
عدد الرسائل : 12 تاريخ التسجيل : 01/09/2007
| موضوع: التربية بالقدوة السبت سبتمبر 01, 2007 8:30 pm | |
| هذا مقال مهم وأعجبني ما تطرق إليه كاتبه
وأحببت أن تشاهدونه حتى تتم الأستفاده منه
م. محمد عبدالله البوزيد - - 02/12/1426هـ
يُغيِّب البعض دور البيت في عملية التربية ويضعون اللوم على المدرسة والإعلام والمُجتمع فهل أنصف هؤلاء؟ هل سبق أن شاهدت الأطفال يلعبون لعبة "بَرّ – بحر"؟ في هذه اللعبة يقف أحد الأطفال أمام مجموعة منهم فإذا قال لهم بر فعليهم أن يقفوا وإن قال بحر فعليهم أن يجلسوا والفائز هو من لا يُخطئ. فيقوم هذا الطفل بلخبطة باقي الأطفال بحيث يجلس إذا قال بر ويقف إذا قال بحر أي عكس ما عليهم أي يفعلوا. فتجد أن الأطفال يعملون ما يعمل وليس ما يقول فيقعون في الخطأ. لعبة جميلة و تحمل معانٍ كبيرة. تُشير الدراسات إلى أنه خلال أي اتصال بين الناس فإن 55 في المائة من الاتصال يكون بلغة الجسم و38 في المائة من لحن الخطاب و7 في المائة من الكلمات المُستخدمة. فكيف يمكن أن نستفيد من هذه المعرفة في تربية أبنائنا؟ إن من أجمل ما يُمكن أن يعمله الوالدان لأبنائهما هو حسن العشرة فيما بينهم فالأبناء يُكتسبون من أفعال آبائهم أكثر مما يكتسبون من أقوالهم ونصائحهم وتوجيهاتهم. عزيزي الأب, كي تغرس المبادئ السامية في أبنائك كُن أنت أول المتمسكين بتلك المبادئ واعلم أن حبك واحترامك وإكرامك لأُمهم له أكبر الأثر على تنشئتهم. عزيزتي الأم, إن مُعاملتك الحسنة لزوجك والرفع من مكانته في البيت وأمام الأبناء له من الآثار الإيجابية على أبنائك وبناتك ما قد لا تُدركين فهلا أعطيتِ هذا الأمر اهتماما أكثر كي تسعدي وتقر عينك بفلذات كبدك؟ ذكر لي أحد المُتخصصين أن 90 في المائة من المشاكل السلوكية والنفسية لدى الأطفال التي عالجها لم يكن هناك حاجة لرؤية الطفل، حيث تم علاج الأطفال من خلال تخليص الوالدين من تلك المشاكل. فهل يعني لكما هذا شيئا عزيزي الأب وعزيزتي الأم؟ إن سلوك الشباب يُمكن أن يُقوَّم إذا استطعنا كآباء وكمربين كسب ثقتهم وتفهم وضعهم والإنصات لهمومهم ومشاركتهم أفكارهم دون انتقاد. والتوجيه بشكل لبق وبأقل قدر ممكن وليس الانتقاد وفصل سلوكهم عن ذاتهم فلا نحكم عليهم من خلال سلوك معين والحرص على إيجاد رابط الحب والحنان بينكم، ففقدان الحُب في البيت يدفع الشاب والشابة للبحث عنه خارج البيت والشاب غير المُتوازن عاطفياً ونفسياً يكون صيداً سهلاً للمُنحرفين من مروجين وإرهابيين، فالشاب غير المُستقيم يُمثِّل حملا أمنيا على الدولة ويستنزف طاقاتها.
إن ما نحصده بسبب عدم إعطاء الجوانب التربوية للأبناء حقها من الاهتمام في الوقت المناسب يُترجم على شكل سلوك نراه في بيوتنا وشوارعنا ومدارسنا. فهل من العدل أن نضع اللوم كله على شبابنا؟ | |
|